أنا من الحريصين على زيارات المجالس الرمضانية ومن المجالس المحببة إلي مجلس الشيخ عبدالله بن خليفة بن سلمان آل خليفة الذي تربطنا معه علاقات حميمة منذ مدة طويلة بدأت بين والده الشيخ خليفة بن سلمان بن عيسى بن علي آل خليفة وجدي أحمد بن حسن إبراهيم رحمهما الله.
كنت في زيارة للشيخ عبدالله مساء يوم الخميس في 20 رمضان 1430 هـ الموافق 10 سبتمبر 2009 وكان المجلس عامرا بالزوار لحرص الشيخ عبدالله وأنجاله: الشيخ محمد والشيخ خليفة والشيخ مبارك حفظهم الله على الاحتفاء بالزوار بابتسامتهم المميزة والحميمة وتبادلهم الأحاديث الودية معهم في أمور عديدة عن مملكتنا الحبيبة والغنية بأحداثها الكثيرة وتاريخها الممتع وتراثها المميز في مجالات عديدة أهمها عن الحياة الاجتماعية والأسرية التي تجذب الزوار الى الاستماع لها لأنها تشدهم الى حنين الماضي الجميل.
الشيخ عبدالله كثير الاطلاع ويحفظ كثيرا من الوقائع وعاصر كثيرا من الأحداث وهو كنز حضاري لمملكة البحرين وأرجو من المسئولين الكرام تدوين وتوثيق أقواله وذكرياته ومجموعة صوره وصور والده القديمة.
كان من زوار المجلس السيد آدم ايرلي سفير الولايات المتحدة الأمريكية في مملكة البحرين الذي أبهر الزوار بابتسامته وبساطته وعفويته وتحدثه باللغة العربية وإلمامه بالأمور المحلية والعالمية، وقد عبر عن إعجابه بمدافن عالي التاريخية وبيوت مدينة المحرق التراثية خلال أحاديثه الشائقة مع الشيخ عبدالله وأنجاله وزوار المجلس.ومن الأحاديث والذكريات الجميلة التي استمتع بها الزوار حديث الشيخ عبدالله عن حبه وحب والده للطيران والتصوير الفوتوغرافي بسبب قرب بيت والده في منطقة أم النخيلة من مدرج رملي لمطار المحرق القديم في أربعينيات القرن الماضي ونشأت صداقة بين والده وأغلب الطيارين البريطانيين، وكان الشيخ عبدالله وأخوه الشيخ عيسى يتابعان بشغف الطائرات المدنية والحربية القادمة والمغادرة من والى المطار خلال الحرب العالمية الثانية، وذكر لنا الشيخ عبدالله حادثة تاريخية مهمة غير معروفة للحضور ولي رغم تدويني الكثير من الأحداث وخاصة المتعلقة بالطيران عن زيارة طائرة وهي قاذفة قنابل أمريكية بي 29 المشهورة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتحمل اسما غريبا هو أطفال كراتشي وصائد الأعاصير (كراتشي كيدز/ هاريكان هنترز) وهي مماثلة للطائرة التي قصفت اليابان ومدينة هيروشيما خلال الحرب وعرض الطيار على والده وابنيه الشيخ سلمان والشيخ راشد أخذهم في جولة فوق مدن البحرين وأجلس الطيار والده في مقعد مساعد الطيار وربطه بحزام المقعد وأجلس ابنيه مع مساعد الطيار واسمه بوث خلف كابينة القيادة وخلال الجولة الجوية سأل الطيار الشيخ خليفة باللغة الإنجليزية إذا أراد أن ينقض بالطائرة كما يفعل أثناء إلقاء القنابل فأجاب والده ومن دون ان يعلم السؤال بنعم باللغة الإنجليزية فقام الطيار بالانقضاض والارتفاع بسرعة كأنه في مهمة قتالية مما سبب هلع المرافقين الجالسين في الخلف لأنهم فكوا أحزمة المقاعد وسقطوا من عليها وجرح رأس البعض لارتطامهم بسقف الطائرة وسقطت فأس تستخدم عند الطوارئ حيث مر بين وجه مساعد الطيار والشيخ سلمان وجرحهما.
فوجئ الحاضرون بالأحاديث والذكريات الشائقة وخاصة عندما طلب الشيخ عبدالله جلب صورة كبيرة للطائرة بي 29 مع الطيار والملاحين ووالده وابنيه وأعلمنا الشيخ عبدالله ان الطيار غادر البحرين وانضم الى شركة طيران بان أمريكان وزار البحرين بعد افتتاح الشركة خطا مباشرا من نيويورك الى البحرين في سنة 1976، وقابل الطيار صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله وقدم لسموه صورا قديمة عن البحرين.
ومن الأشياء العجيبة التي ظل الناس يتحدثون عنها وغير مصدقين لها لصعوبة وندرة المواصلات في ذلك الوقت رؤية الناس والده في الصباح أثناء السلام على صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة رحمه الله في قصر الرفاع، ولكن بعد رجوع والده الى أم النخيلة حضر صديقه وهو طيار من السلاح الجوي الملكي البريطاني وطلب إليه مرافقته في جولة روتينية فذهب معه، وأثناء الطيران أعلمه انهما بالقرب من مطار الشارقة وسينزل للتزود بالوقود وأعلم برج المراقبة بأن الشيخ خليفة معه في الطائرة وعند نزول الطائرة فوجئ والده باقتراب سيارة فورد حمراء اللون وعليها علم الإمارة ونزل منها حاكم الشارقة في ذلك الوقت الشيخ سلطان القاسمي الذي أصر عليه ان يتغدى معه وأرسل برقية يعلم الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بوصول الشيخ خليفة وأنهما تغديا معا ورجع بعدها والده الى البحرين في اليوم نفسه.
ومن الأحاديث الجميلة والمفرحة التي أضحكت السفير الامريكي والزوار ان والده قرر الذهاب بطائرة بحرية مع صديقه الطيار البريطاني الى هيرات اللؤلؤ وقرر جلب أربع أغنام حية ليهديها الى الغاصة لافتقادهم اللحم واعتمادهم على السمك خلال مدة الغوص التي تصل الى أسابيع ولكن الطيار عارض نقل الأغنام حية فتم ذبحها ونقلها بالطائرة في أكياس.
فوجئ الغاصة بنزول طائرة بحرية بالقرب من سفنهم وفرحوا برؤية والده واهدائهم لحم الأغنام وأخبروا والده بأن زيارته جلبت لهم الخير لأن محصولهم من اللؤلؤ في تلك المرة كان وفيرا وأظهروا لوالده والطيار اللآلئ ومنها فص لؤلؤ أسود في حجم ثلث الإصبع.
فوجئ الحضور بأن الشيخ عبدالله له مغامرة جوية فقد طلب إلى صديق والده الطيار البريطاني أخذه مع أخويه الشيخ راشد والشيخ عيسى في جوله فوق مدينة المحرق وأثناء الطيران طلب الشيخ عبدالله إلى الطيار التحليق فوق بيت خطيبته لعله يراها.
غادر السفير الأمريكي المجلس وبعدها بمدة حضر السيد عبدالعزيز بن هادف الشامسي سفير دولة الامارات العربية المتحدة وتبادل مع الشيخ عبدالله وأنجاله والزوار الأحاديث الشائقة عن العادات والتقاليد بين الأشقاء في البحرين والإمارات وعن فوائد الصوم والجو الروحاني في رمضان، وان السفير يعتبره شهر حيوية ونشاط وليس شهر تعب وخمول، وذكر عن صعوبة الحياة في السابق ولكن الآباء والأجداد عاشوا بصبر وجد وإخلاص، وتحدث عن مدينة العين الجميلة في أبوظبي وأخبره الشيخ عبدالله عن ذكرياته الجميلة عنها لأنه زارها في سنة 1966 بمعية صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله وكان الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله حاكمها في ذلك الوقت وسأل الشيخ عبدالله السفير عن الفلج الذي كان ينزل ماءه باردا من رأس الجبل ولكنه تكدر عندما أخبره السفير بأن الفلج نشف وتشعب الحديث الى اشياء جميلة وممتعة وخاصة عندما ذكر السفير تشابه الأسماء بين الاشخاص والعائلات وموضوعات أخرى.
أشكر الشيخ عبدالله وأنجاله لحسن ضيافتهم ولأحاديثهم الشائقة ومعلوماتهم الغزيرة ولإهدائي مجموعة من الصور التاريخية والنادرة القيمة وأرجو ان يسمحوا لي بنشرها لندرتها ليطلع عليها الجيل الحالي في مملكتنا الحبيبة البحرين.
كنت في زيارة للشيخ عبدالله مساء يوم الخميس في 20 رمضان 1430 هـ الموافق 10 سبتمبر 2009 وكان المجلس عامرا بالزوار لحرص الشيخ عبدالله وأنجاله: الشيخ محمد والشيخ خليفة والشيخ مبارك حفظهم الله على الاحتفاء بالزوار بابتسامتهم المميزة والحميمة وتبادلهم الأحاديث الودية معهم في أمور عديدة عن مملكتنا الحبيبة والغنية بأحداثها الكثيرة وتاريخها الممتع وتراثها المميز في مجالات عديدة أهمها عن الحياة الاجتماعية والأسرية التي تجذب الزوار الى الاستماع لها لأنها تشدهم الى حنين الماضي الجميل.
الشيخ عبدالله كثير الاطلاع ويحفظ كثيرا من الوقائع وعاصر كثيرا من الأحداث وهو كنز حضاري لمملكة البحرين وأرجو من المسئولين الكرام تدوين وتوثيق أقواله وذكرياته ومجموعة صوره وصور والده القديمة.
كان من زوار المجلس السيد آدم ايرلي سفير الولايات المتحدة الأمريكية في مملكة البحرين الذي أبهر الزوار بابتسامته وبساطته وعفويته وتحدثه باللغة العربية وإلمامه بالأمور المحلية والعالمية، وقد عبر عن إعجابه بمدافن عالي التاريخية وبيوت مدينة المحرق التراثية خلال أحاديثه الشائقة مع الشيخ عبدالله وأنجاله وزوار المجلس.ومن الأحاديث والذكريات الجميلة التي استمتع بها الزوار حديث الشيخ عبدالله عن حبه وحب والده للطيران والتصوير الفوتوغرافي بسبب قرب بيت والده في منطقة أم النخيلة من مدرج رملي لمطار المحرق القديم في أربعينيات القرن الماضي ونشأت صداقة بين والده وأغلب الطيارين البريطانيين، وكان الشيخ عبدالله وأخوه الشيخ عيسى يتابعان بشغف الطائرات المدنية والحربية القادمة والمغادرة من والى المطار خلال الحرب العالمية الثانية، وذكر لنا الشيخ عبدالله حادثة تاريخية مهمة غير معروفة للحضور ولي رغم تدويني الكثير من الأحداث وخاصة المتعلقة بالطيران عن زيارة طائرة وهي قاذفة قنابل أمريكية بي 29 المشهورة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتحمل اسما غريبا هو أطفال كراتشي وصائد الأعاصير (كراتشي كيدز/ هاريكان هنترز) وهي مماثلة للطائرة التي قصفت اليابان ومدينة هيروشيما خلال الحرب وعرض الطيار على والده وابنيه الشيخ سلمان والشيخ راشد أخذهم في جولة فوق مدن البحرين وأجلس الطيار والده في مقعد مساعد الطيار وربطه بحزام المقعد وأجلس ابنيه مع مساعد الطيار واسمه بوث خلف كابينة القيادة وخلال الجولة الجوية سأل الطيار الشيخ خليفة باللغة الإنجليزية إذا أراد أن ينقض بالطائرة كما يفعل أثناء إلقاء القنابل فأجاب والده ومن دون ان يعلم السؤال بنعم باللغة الإنجليزية فقام الطيار بالانقضاض والارتفاع بسرعة كأنه في مهمة قتالية مما سبب هلع المرافقين الجالسين في الخلف لأنهم فكوا أحزمة المقاعد وسقطوا من عليها وجرح رأس البعض لارتطامهم بسقف الطائرة وسقطت فأس تستخدم عند الطوارئ حيث مر بين وجه مساعد الطيار والشيخ سلمان وجرحهما.
فوجئ الحاضرون بالأحاديث والذكريات الشائقة وخاصة عندما طلب الشيخ عبدالله جلب صورة كبيرة للطائرة بي 29 مع الطيار والملاحين ووالده وابنيه وأعلمنا الشيخ عبدالله ان الطيار غادر البحرين وانضم الى شركة طيران بان أمريكان وزار البحرين بعد افتتاح الشركة خطا مباشرا من نيويورك الى البحرين في سنة 1976، وقابل الطيار صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله وقدم لسموه صورا قديمة عن البحرين.
ومن الأشياء العجيبة التي ظل الناس يتحدثون عنها وغير مصدقين لها لصعوبة وندرة المواصلات في ذلك الوقت رؤية الناس والده في الصباح أثناء السلام على صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة رحمه الله في قصر الرفاع، ولكن بعد رجوع والده الى أم النخيلة حضر صديقه وهو طيار من السلاح الجوي الملكي البريطاني وطلب إليه مرافقته في جولة روتينية فذهب معه، وأثناء الطيران أعلمه انهما بالقرب من مطار الشارقة وسينزل للتزود بالوقود وأعلم برج المراقبة بأن الشيخ خليفة معه في الطائرة وعند نزول الطائرة فوجئ والده باقتراب سيارة فورد حمراء اللون وعليها علم الإمارة ونزل منها حاكم الشارقة في ذلك الوقت الشيخ سلطان القاسمي الذي أصر عليه ان يتغدى معه وأرسل برقية يعلم الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بوصول الشيخ خليفة وأنهما تغديا معا ورجع بعدها والده الى البحرين في اليوم نفسه.
ومن الأحاديث الجميلة والمفرحة التي أضحكت السفير الامريكي والزوار ان والده قرر الذهاب بطائرة بحرية مع صديقه الطيار البريطاني الى هيرات اللؤلؤ وقرر جلب أربع أغنام حية ليهديها الى الغاصة لافتقادهم اللحم واعتمادهم على السمك خلال مدة الغوص التي تصل الى أسابيع ولكن الطيار عارض نقل الأغنام حية فتم ذبحها ونقلها بالطائرة في أكياس.
فوجئ الغاصة بنزول طائرة بحرية بالقرب من سفنهم وفرحوا برؤية والده واهدائهم لحم الأغنام وأخبروا والده بأن زيارته جلبت لهم الخير لأن محصولهم من اللؤلؤ في تلك المرة كان وفيرا وأظهروا لوالده والطيار اللآلئ ومنها فص لؤلؤ أسود في حجم ثلث الإصبع.
فوجئ الحضور بأن الشيخ عبدالله له مغامرة جوية فقد طلب إلى صديق والده الطيار البريطاني أخذه مع أخويه الشيخ راشد والشيخ عيسى في جوله فوق مدينة المحرق وأثناء الطيران طلب الشيخ عبدالله إلى الطيار التحليق فوق بيت خطيبته لعله يراها.
غادر السفير الأمريكي المجلس وبعدها بمدة حضر السيد عبدالعزيز بن هادف الشامسي سفير دولة الامارات العربية المتحدة وتبادل مع الشيخ عبدالله وأنجاله والزوار الأحاديث الشائقة عن العادات والتقاليد بين الأشقاء في البحرين والإمارات وعن فوائد الصوم والجو الروحاني في رمضان، وان السفير يعتبره شهر حيوية ونشاط وليس شهر تعب وخمول، وذكر عن صعوبة الحياة في السابق ولكن الآباء والأجداد عاشوا بصبر وجد وإخلاص، وتحدث عن مدينة العين الجميلة في أبوظبي وأخبره الشيخ عبدالله عن ذكرياته الجميلة عنها لأنه زارها في سنة 1966 بمعية صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله وكان الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله حاكمها في ذلك الوقت وسأل الشيخ عبدالله السفير عن الفلج الذي كان ينزل ماءه باردا من رأس الجبل ولكنه تكدر عندما أخبره السفير بأن الفلج نشف وتشعب الحديث الى اشياء جميلة وممتعة وخاصة عندما ذكر السفير تشابه الأسماء بين الاشخاص والعائلات وموضوعات أخرى.
أشكر الشيخ عبدالله وأنجاله لحسن ضيافتهم ولأحاديثهم الشائقة ومعلوماتهم الغزيرة ولإهدائي مجموعة من الصور التاريخية والنادرة القيمة وأرجو ان يسمحوا لي بنشرها لندرتها ليطلع عليها الجيل الحالي في مملكتنا الحبيبة البحرين.
أدعو الله سبحانه وتعالى أن يديم المحبة والأمن والسلام علينا جميعا.
يوسف صلاح الدين
yousufsalahuddin@batelco.com.bh
No comments:
Post a Comment